من قصص المستبدين

 

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

يستفاد من الأدلة الشرعية حرمة الإستبداد في  الحكم ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : من إستبد برأيه هلك

فالإستبداد لا يولد إلا التأخر والحرمان والمستبد يهلك نفسه وغيره معاً

ونذكر في هذا الباب قصص لبعض المستبدين ، نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح ، إنه على كل شئ قدير

                                                                                                                    

رويات في ذم الإستبداد

 

قال رسول الله (ص) :  (واعملوا إنه من خالف أولياء الله ودان بغير دين الله واستبد بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب تأكل أبداناً قد غابت عنها أرواحها وغلبت عليها شقوتها فهم موتى لا يجدون حر النار ) الكافي ج الثامن ص السادسة عشر 

 

وعن أمير المؤمنين علي (ع) : ( من إستبد برأيه زل ) الغرر 

وعنه (ع) : ( بئس الإستعداد الإستبداد ) غرر الحكم ودرر الكلام

 

وعن الإمام الصادق (ع) : ( لا تشر على المستبد برأيه ) أعلام الدين 

 وعنه ( ع) : (كل من إستبد برأيه ولم يتبع إمام زمانه أو نائبه الحق أو من هو أعظم منه في أمر من الأمور الدينية فله عرق من الضلالة ) بحار الأنوار ج السادس والخمسون ص مئتان وتسعة وخمسون 

 

 

         عشرة آلاف إفرنك 

 

عندما زار المارشال ( دولافر ) القائد العسكري المعروف ، مدينة ( متز ) توافدت لزيارته جميع الطبقات من الناس في تلك المدينة ومن جملتها اليهود

لكن المارشال رفض اللقاء بهم وقال لسكرتيره الذي كان وسيطاً للقاء : قل لهم : إذهبوا ( ولوا ) هؤلاء هم الذين صلبوا مولانا المسيح عليه (عليه السلام)

فخرج السكرتير إليهم قائلاً : لا تسع للقائد فرصة المواجهة

فلما سمعوا اليهود هذا الكلام ، قالوا : آسفين كثيرأ ، لأننا أردنا أن نقدم لسيادته عشرة آلاف إفرنك

رجع السكرتير - بسرعة - إلى المارشال وأخبره بالموضوع

قال : إذاً قل لهم : تفضلوا ، هؤلاء المساكين لا ذنب لهم ، لأنهم عندما صلبوا المسيح (عليه السلام) ما كانوا يعرفونه ولا يعرفون من هذا ! . إنته

 

 

 أنهب منك دينك 

هدد أحد الحكام بريئاً وقال له : سرعان ما أقتلك وأؤسر أولادك وأنهب أموالك 

فقال البريء : إذاً سرعان ما أنهب منك دينك وأهدم آخرتك وأجعل الله عدوك 

 

 

     السلطان ومفسرالقرآن

استدعى السلطان محمود الغزونوي يوما ً إبن الطيب الذي كان مفسرا ً للقرآن 

فلما أراد ابن الطيب الحضور في المجلس صحب معه كتبه في التفسير ، ثم دخل مجلس السلطان وقبل أن يأذن له بالجلوس ، جلس قريباً منه وشرع بقراءة التفسير 

استغرب السلطان من فعله وغضب عليه ولم يكن يعرف من هو 

فأمر بأن يضرب على أم رأسه بكتبه 

قامت جلاوزة السلطان بضربه حتى جرح أذنه وصم أذناه على أثره 

وإذا بأحد الحضور عرفه فالتفت إلى السلطان وقال له : إن هذا ابن الطيب المفسر المشهور 

فلما عرفه السلطان اعتذر منه واستجلب رضاه ، ثم قال له ، هذه كانت نتيجة عملك حيث كان من المفروض عليك أن تؤدي مراسيم البلاط وآداب اللقاء مع السلاطين ولم تفعلها فلذلك ما عرفتك 

فقال له ابن الطيب : الله هو الحاكم بيني وبينك ، إنك دعوتني لأن أعظك وأقرأ عليك أحاديث نبي الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم ولم تدعني لان أتملق إليك وأجري مراسيم البلاط 

فخرج ابن الطيب من عند الملك 

 

الصفحة الرئيسية