منظمات (إسلامية) تشجع الشذوذ الجنسي باسم الدين!!

كتب: عبد العزيز قمبر من مجلة المنبر


لم يستطع عدد من الشباب العاملين في إحدى الهيئات الدينية المعلن عنها حديثاً تمالك أنفسهم بعدما استمعوا إلى ما ورد على لسان زميل لهم في (نقطة نظام) قلبت اجتماعهم الدوري الأسبوعي رأساً على عقب، وفي الحين الذي كان مقرراً فيه بحث نقاط محددة في جدول الأعمال، خيّم الذهول أجواء الجلسة وارتسمت علائم الدهشة على وجوه حاضريها حتى خرج أحدهم عن صمته قائلاً بنبرة عالية: (وا ويلاه.. وا ويلاه.. أين أنت يا صاحب الزمان)، وقال آخر: (على مَ نجتمع ونتباحث؟ أتظنون أن أعمالنا ومشاريعنا كلها يمكن أن تواجه مثل هذا الخطر؟ بل إنني واثق من أن كل جهود المسلمين في العالم لا يمكن أن توقف هذا السيل الجارف!!).

و (السيل الجارف) هذا هو إحدى أوجه الغزو الثقافي الغربي، والذي كشفه زميلهم في تقرير مفصل طلب في نهايته من الهيئة (النظر إليه بعين الجدية، والعمل على قدر المستطاع لمواجهته).

إنها فاجعة.. لن تكون الأخيرة في زمن (العولمة) هذا. فقديماً قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (كيف بكم إذا فسد نساؤكم وفسق شبانكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم وشر من ذلك. كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قيل: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشر من ذلك. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً؟!!.

وها هي نبوءة رسول الله (صلى الله عليه وآله) تتحقق، ربما كان من فصولها ما لمسناه منذ عقود من الزمان هنا في بلادنا ولا نزال نلمسه، فالشابة التي يكون عمرها على سبيل المثال 15 عاماً إذا ما دعاها أهلها للحجاب فإن كثيراً من الأقرباء والأصدقاء يوجهون سهام هجومهم لأبويها قائلين: (ليش تعقدون البنية (...) توها صغيرة) رغم أن المفترض أن يكون حجاب الفتاة من سن التاسعة تقريباً. إن هذا الاختلال الذي أصاب موازين المجتمعات الإسلامية هو ما أدى في نهاية المطاف إلى مثل هذه الفاجعة التي لم تدر في خلد أحد من الناس، لكنها اليوم أصبحت تحصيلاً حاصلاً، وها هم الناس يرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً!

فقبل ثلاث سنوات تقريباً لعب الإنترنت دوراً محورياً في تأسيس منظمة تطلق على نفسها اسم (الفاتحة) من خلال قائمة نقاش بريدية إلكترونية، وتمكنت هذه المنظمة الدولية التي تعرّف نفسها بأنها (منظمة الشواذ المسلمين) من تسجيل نفسها رسمياً في نيويورك (أميركا) وتورنتو (كندا) لكي (تدافع عن حق الشذوذ في الإسلام). وتمكنت المنظمة من عقد مؤترمها الدولي الثاني في لندن قبل أسبوعين تقريباً، وبالتحديد في السادس والعشرين من شهر مايو الفائت رغم الاعتراضات الواسعة التي أثارتها منظمات وشخصيات إسلامية متعددة هناك بدعوى أن (الفاتحة) منظمة تخالف الشرع الإسلامي الذي يحرم الشذوذ الجنسي.

يقول مؤسس هذه المنظمة المدعو (فيصل عالم) وهو أميركي من أصل باكستاني: (إن منظمتنا منظمة دولية للشاذين جنسياً من المسلمين بمن في ذلك من يتشككون في ميولهم الجنسية بالإضافةإلى أصدقائهم وأفراد أسرهم، وقضيتنا الأساسية هي الميول الشاذة وعلاقتها بالإسلام وكيف يمكن تحقيق القبول في أوساط المسلمين للشاذين بمن فيهم اللواطيون والسحاقيات وأولئك الذين يرغبون في أن يعاملوا كأفراد من الجنس الآخر أو يرغبون في تحقيق هوية جنسية مزدوجة)!

وما إن تفتح موقع هذه المنظمة على الإنترنت حتى تفاجأ بكثرة توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في سياق إثبات (حرية الشذوذ في الإسلام)!! فعلى سبيل المثال اعتبرت الآية الكريمة: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) دليلاً على جواز الشذوذ لأن تجاوزه أمر خارج عن طاقة الإنسان، ولذا فإن الله لن يؤاخذ هذه النفس لمجرد أن لها ميولاً شاذة!! ويتبجح المدعو فيصل عالم رئيس المنظمة بقوله: (عندما تقابل الله ورسوله يوم القيامة، فإن أول ما ستسأل عنه ليس عن كونك شاذاً أو عن عدد الأشخاص الذين مارست معهم الشذوذ، بل عما إذا كنت مؤمناً بالله)!

وفي الموقع نفسه تقرأ كتاباً مؤلفاً من سبعين صفحة بعنوان (كيف تكون مسلماً شاذاً؟) لشخص يدعى سليمان إكس، وهو المنظر الفكري لمنظمة (الفاتحة). والفكرة الأساسية للكتاب هي أن الشاذين جنسياً يعيشون (مأساة) بسبب كره الناس لهم واضطهاد عموم المسلمين لهم على رغم أن شذوذهم مباح في الإسلام وهو فضلاً عن ذلك خارج عن إرادتهم، فهو كلون الشعر والعينين التي لا شأن لهم فيها! وقد برع سليمان هذا في تأليف كتابه بأسلوب يوحي لقارئه بأنه شديد التعلق بالله تعالى وبالإسلام، ولذا تجد اسم الله عز وجل مكرراً في كل أربعة أو خمسة أسطر، والمضحك للثكالى أنه يبرر تأليفه لهذا الكتاب بتبرير جعل منه (داعية للإسلام)! إذ هو يدعو المسلمين الشاذين الذين تركوا دينهم للعودة إليه مجدداً والالتزام به لأنه لا يحرم انحرافهم الجنسي!!

يتحدث سليمان إكس في الفصل الأول من كتابه بلغة عاطفية للغاية عن رفض المجتمع المسلم للشاذين (المساكين). ويورد في هذا الصدد عدداً من تجاربه الشخصية التي حدثت له مع الجالية المسلمة في ولاية من الولايات الأميركية بسبب شذوذه. ويعنون الفصل الثاني من كتابه بعنوان (ضرورة العلاقات الشاذة)! إذ يبدؤه بحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مفاده أن المسلم لا يصبح مسلماً حقاً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وهنا يستدل هذا المنحل بأن هذا الحديث يدلل على ضرورة أن يحب الرجل المسلم رجلاً مثله! والأنكى من ذلك استدلالاته في الفصل الثالث من كتابه بعنوان (ماذا يقول القرآن؟)، حيث يعيد تفسير الآيات الواردة في شأن قوم لوط (عليه السلام) بأسلوب يدلل من خلاله على إباحة الشذوذ. فهو يدعي أن ما جاء في هذه الآيات من استنكار للشذوذ الجنسي يدور في نطاق الكفر بالله ليس إلاّ، فالعذاب الواقع على قوم لوط لم يقع لمجرد أنهم شواذ، بل لأنهم مارسوا الشذوذ مع كفرهم بالله تعالى، وهذا هو مكمن استحقاقهم للعذاب. كما يجتهد (مرجع تقليد) منظمة الفاتحة هذا في إيجاد تفسيرات ملتوية لمختلف الآيات والأحاديث التي تنهى الرجال عن التشبه بالنساء. ويصل في الفصل الرابع والأخيرة من كتابه بعنوان (الأمانة) إلى أن على الشاذ أن لا يخفي نزاواته الجنسية لأن الإسلام يأمرنا بالصدق والأمانة!

وسليمان إكس الذي دعا المسلمين الشاذين إلى (الجهاد) لنيل حقوقهم، ليس إلا رجلاً كاثوليكياً دخل الإسلام بعدما كان ملحداً، وقد سمى نفسه بهذا الاسم تشبهاً بالزعيم المسلم (مالكوم إكس)، حيث إن مالكوم كان رائداً في محاربة العنصرية ضد السود في أميركا، فسليمان هذا يريد أن يكون رائداً في محاربة العنصرية ضد الشاذين جنسياً من المسلمين!

ولعل مما يلفت الانتباه في موقع منظمة (الفاتحة) ابتداؤها بالبسملة، ثم بآيات وأحاديث كثيرة تعكس محاولتها لكسب ثقة المسلمين، وهي تدعم هذا الموقع بعدد من حلقات النقاش أو ما يسمى بـ (غرف الدردشة) وأحدها يحمل اسم (إيمان) وهو خاص بالسحاقيات المسلمات! وقد ردت المنظمة على الكم الهائل من رسائل الاستنكار والشجب التي أرسلت إليها بقولها: (إن حركة المسلمين الشاذين قد بدأت، ولن توقفها كلماتكم ولا ردود أفعالكم. بالتأكيد نحن في جانب الله سبحانه وتعالى ومن يكون في جانب الله، فالله سيكون في جانبه أيضاً، وبالتأكيد فإن الله لن يعاقبنا لأننا فقط نحب شخصاً من الجنس نفسه. إن الإسلام هو طريقة حياة، حيث كل ما فيها يصرف لله عز وجل من خلال تعاليم القرآن وسنة الرسول (صلى الله عليه وآله)، ولأن الشاذين جنسياً من الرجال والنساء لا يمكنهم تغيير نزواتهم الشاذة فلابد من حل نجمع فيه ديننا ورغباتنا الجنسية مع بعضها، ولا نبقيها منفصلة. إننا نتمنى من جميع قرائنا أن يتفهموا ذلك، مع دعائنا لهم أن يزداد إيمانهم دائماً.. آمين)!!

وتحرص المنظمة على المشاركة في الأنشطة التي تقيمها المنظمات الكبرى الخاصة بالشاذين جنسياً في أميركا وكندا، ومن ذلك مشاركتهم للمرة الأولى بمسيرة احتفالية أقامها الشواذ في شهر أغسطس من العام الماضي في تورنتو بكندا، وفوجئ المارة في الشارع والمتفرجين وهم يرون أعلاماً إسلامية يرفعها المتظاهرون الشواذ. وكم كانت دهشتهم وهم يسمعون عبارات (الله أكبر) و (السلام عليكم) التي كان يرددها ممثلو المنظمة!

وقد عقدت (الفاتحة) في شهر مايو من العام الفائت أي قبل نحو عام، مؤتمراً (إسلامياً) في مدينة نيويورك الأميركية، وقد اهتمت الصحافة العالمية بتغطيته. والمفاجأة كانت من قبل إحدى المشاركات في هذا المؤتمر، وهي الدكتورة غزالة أنور رئيسة لجنة الدين والشذوذ بالأكاديمية الأميركية للأديان، وهي أيضاً إحدى العاكفات على إعداد (موسوعة الشذوذ الجنسي). والمشهور عن غزالة هذه أنها تفسر القرآن الكريم بشكل يجرده من تعاليمه والضوابط التي أتى بها ويصب في صالح المفهوم الغربي لتحرير المرأة. ومما أثارته في المؤتمر دفاعها عن (حق الشذوذ في الإسلام) زاعمة أن معاقبة مثليي الجنس بالقتل مناف للدين، إذ كيف يقتلون من دون شهادة أربعة شهود من الرجال على جريمتهم؟

وقد حضر المؤتمر أكثر من ستين شخصاً بعضهم - حسب تصريح رئيس المنظمة - من الملتزمين بشعائر الإسلام وبعضهم من الأميركيين البيض والسود الذين دخلوا الإسلام حديثاً وبعضهم من غير الملتزمين لكنه قرر الابتعاد عن دينه لما وجد تضارباً بينه وبين ميوله الجنسية. وقد يبدو هذا العدد قليلاً، بيد أننا إذا لاحظنا أن المنظمة بدأت وجودها الفعلي قبل نحو عامين في دولة يتشتت المسلمون فيها في أكثر من ثلاثمائة مدينة، وأن بعض الحضور جاءوا من مدن أميركية تبعد مسافة ست ساعات بالطائرة، بالإضافة إلى حضور من كندا وهولندا وبريطانيا، فعندئذ يمكن لنا القول بأن نمو هذه المنظمة يعد سريعاً وخطيراً، وهو بكل تأكيد أسرع من نمو المنظمات الإسلامية الأخرى، خاصة إذا ما لاحظنا الكم الهائل من التفاعل الذي يبديه المسلمون مع موقع الإنترنت الخاص بها. إذ لاشك بأن الإنترنت ساهم بشكل أساسي في تجميع هؤلاء وإتاحة فرص الالتقاء والتواصل في ما بينهم إلى أن تمكنوا من تأسيس منظمتهم، وقبل ظهور الإنترنت كان من الصعب على أفراد مبعثرين في مختلف الولايات والدول الغربية التكتل لتشكيل مثل هذه المنظمة المنحلة. ويبلغ عدد أعضاء المنظمة الآن حوالي 300 فرد.

وممن حضر المؤتمر أيضاً وفود من منظمات دولية للشواذ، وكانت مداخلاتهم لافتة للأنظار، إذ تحدث ممثل لمنظمة مسيحية للشواذ عن تجربتها في مقارعة الفاتيكان الذي يعادي الشذوذ بقوة، فيما تحدث آخر من منظمة يهودية عن القضايا المشابهة. غير أن المفارقة كانت عندما طرح بعض أعضاء منظمة (الفاتحة) فكرة تأسيس مسجد خاص للشواذ لأن المجتمع الإسلامي لا يزال رافضاً لهم، وهو ما يمنع - بزعمهم - أداءهم لشعائرهم التعبدية بحرية، وأبدى ممثلو الأديان والمنظمات الأخرى تأييدهم لهذه الفكرة لأنها حققت نجاحاً عندما قاموا بتنفيذها في أوساطهم!!

وليست (الفاتحة) المنظمة الإسلامية الوحيدة للشواذ، فهناك منظمات أخرى لم نستطع حصرها كلها، لكن من أبرزها (جمعية اللواطيين والسحاقيات العرب) المشهورة باسم (جلاز) والتي أسسها شخص يدعى (رمزي زكريا) الذي يفتخر بأنه يعيش مع صديقه (أروع صديق في العالم) وكلبهم (بابي)!

ولهذه المنظمة عدد من المواقع على الإنترنت أشهرها موقع (الأحباب) الذي يوفر خدمات (التعارف) المجانية لمثليي الجنس، وقد بدأت فكرة تأسيسها منذ العام 1988 أي قبل ما يقارب اثني عشر عاماً، وبلغ عدد أعضائها إلى حوالي 2800 شخص يتوزعون بين نيويورك وسان فرنسيسكو ولوس أنجلس وواشطن وميامي ومونتريال في كندا، بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الأعضاء في الدول العربية والإسلامية.

ولا يخجل رمزي من قوله في سياق تبريره لتشكيل المنظمة من أ، (إباحيتنا جاءت بعد القمع الذي واجهناه بين المسلمين والعرب على رغم أن الشذوذ منتشر في أوساطهم بنسبة عشرة بالمائة من المجموع العام. إن العالم العربي لديه موقف سلبي ضد أية علاقات جنسية خارج الإطار التقليدي ونحن نحاول أن نؤكد دائماً على أن علاقتنا ليست علاقات جنسية بحتة، بل هي علاقات حب وعاطفة كما هي العلاقات العادية تماماً). وحينما ووجه اليه بسؤال : عن الإيدز والأمراض الجنسية منتشرة بشكل خاص بين الشاذين جنسياً، ألا يجعلك هذا تعتقد أن مثل هذه العلاقات غير مقبولة صحياً؟ أجاب: (هذا كلام غير صحيح، الإيدز منتشر بالنسبة إلى أفريقيا والعالم العربي منتشر بين كل فئات الناس، في أميركا فقط يكثر انتشار الإيدز بين المثليين بسبب تمركزهم في بعض المدن الكبرى مما ساعد على انتشار المرض بسرعة، وأيضاً لأن العلاقات المثلية كانت مقموعة بالكامل فلما تحسن الوضع في الستينات والسبعينات تطرف الناس في التعامل مع هذه العلاقات مما نشر الإباحية الجنسية البحتة. في الثمانينات تعلمنا الدرس وصرنا نؤسس علاقات شخصية ثنائية قائمة على العاطفة والحب مما قلل من انتشار المرض وضبط الأزمة. وعموماً فالإيدز منتشر أيضاً في العالم الإسلامي ولكنه يعتبر عيباً لا يعترف به أحد. ولو مات شخص بالإيدز قالوا بأنه مات بالسرطان، وهناك حالات حاولت الأسر فيها قتل أبنائهم المصابين بالإيدز حتى قبل أن يعرفوا بسبب الإصابة، فالقضايا الجنسية عندنا نحن المسلمين حساسة جداً). هل تعني أن العلاقات الشاذة مقصورة فقط على شخصين وليس هناك إباحية واسعة وتعدد في العلاقات بين أعضاء جمعيتكم؟ أجاب: (الإباحية تأتي بعد القمع، وهذه العلاقات مقموعة بين العرب وخفية ولذا تلتها الإباحية كما حدث في الغرب تماماً، بوعد ذلك ستأتي فترة تتوازن فيها الأمور وتبنى العلاقة على العاطفة. في حالتي مثلاً فأنا مستمر في علاقة واحدة مع شخص آخر لمدة سبع سنوات. الشباب والشابات العرب يتبعون الخط الغربي نفسه ولذا فالإباحية منتشرة بينهم الآن وخاصة في العواصم العربية الكبرى التي بدأت العلاقات المثلية تنتشر فيها. كما أننا نلاحظ أن السياح العرب الذين يأتي منهم عشرات كل أسبوع إلى نيويورك وغالبيتهم من الشباب ويحضرون حفلاتنا، تجدهم بسبب الضغط في العالم العربي يريدون الممارسة مع أكبر عدد من الشباب ولا يفكرون في قضايا الحب والعاطفة).

وبسؤاله عما إذا كان بين أعضائهم متزوجون لكنهم يمارسون هذه العلاقات المحرمة في السر أجاب: (العائلة العربية تضغط على الشباب ليصبح لديهم عائلات تقليدية وأبناء وإن كان ذلك يحصل في كثير من الأحيان من دون حب، مما يساهم في تفشي الطلاق والإدمان على الخمور ولذا يضطرون إلى الحياة بطريقة مزدوجة؛ علنية وسرية). فكيف يمكنكم أن تمارسوا هذه العلاقات ودينكم الإسلامي يرفضها تماما؟ أجاب: (ليس لدينا ارتباط بالدين. الدين موضوع حساس ومن لديه مشكلة من هذا النوع نحيله إلى منظمة (الفاتحة). وعلى أية حال فقد وجد أكاديميون مسلمون قرءوا القرآن بطريقة تقدمية، أن الحجاب غير مفروض على المرأة المسلمة كما أنهم فسروا قصة (لوط) بشكل مختلف، ثم ليس على المريض حرج إذا ما كان شاذاً ويميل إلى العلاقات المثلية)!!

وتحاول المنظمة بكل ما أوتيت من قدرة ترويج فكرة الشذوذ الجنسي في ما بين الجاليات العربية والإسلامية، كما أن أعضاءها يزعمون أنهم مضطهدون و (مساكين) لأن طبائعهم وميولهم الشاذة تتحدد - على حد قولهم - في التركيب الجيني لهم (فلا نملك إلا أن ننافق مجتمعنا ونكبت رغباتنا أو نكون طبيعيين ونصبح مشردين مطاردين في الشوارع). ومن أمثلة تلك الجهود اهتمام الجمعية بقضية الأستاذة الجامعية الكويتية عالية شعيب التي صرحت قبل نحو ثلاثة أعوام من وجود بعض السحاقيات في الجامعة، وهو ما أثار ضجة شعبية واسعة، وقد تعاطفت الجمعية معها مستشهدة بالقصة على الاضطهاد الذي تعانيه السحاقيات في دول الخليج، كما حيت الجمعية الروائية الكويتية ليلى العثمان لأنها تناولت في روايتها قصة سحاقيتين. ونشرت بياناً يشكر قناة فضائية عربية لعرضها لقصة تتضمن لواطيين عربيين يتحدثان فيها عن حبهما لبعضهما!!

أحد أعضاء الجمعية يدعى (سليم أزوقة) وهومن فلسطين تمكن من إضفاء طابع سياسي على قضية الشذوذ الجنسي حين ألف مسرحية (سلام شالوم) التي عرضت على مسارح هوليود ونشرت الصحف الأميركية تحليلات فنية لها. والمسرحية تتحدث عن قصة شاب فلسطيني يسكن في سكن جامعي مع شاب يهودي أميركي، وتقوم بينهما علاقة شاذة تواجهها صعوبات بسبب التنافر العقائدي والسياسي بينهما، غير أنهما يستطيعان التغلب عليها!!

ومن المنظمات (الشاذة) الإسلامية منظمة تحمل اسم (الكلمة) تأسست عام 1996 في فرنسا، وقد ساعدت هذه المنظمة شاباً جزائرياً يدعى ل. فيصل على الحصول على اللجوء السياسي من موطنه بعد أن ادعى أن حياته في خطر في الجزائر بسبب ميوله الجنسية، كانت هذه هي الحالة الأولى التي يمنح فيها شخص شاذ اللجوء السياسي في تاريخ المحاكم الفرنسية بسبب شذوذه. ومما يذكر في هذا الصدد أن بريطانيا اعتبرت قبل أكثر من عام علاقة شاب مغربي بشاب بريطاني علاقة قانونية منح الأول على أساسها حق الإقامة في بريطانيا كما يحدث في حالات الزواج.

وهناك منظمة أخرى باسم (هومان) وهي منظمة خاصة بالشواذ الإيرانيين، ولها فروع غربية وتعمل جاهدة على إظهار الحكمة الإيرانية كحكومة تمارس الاضطهاد ضد الإيرانيين الشواذ. حيث تقول أنها منذ عام 1979 قتلت وأحرقت ورجمت أكثر من أربعة آلاف رجل وامرأة بسبب هذه العلاقة الشائنة المحرمة.

ومن المنظمات التي عثرنا عليها أيضاً في الإنترنت، منظمة (الآشوريون العرب) الذين هم من أصل سوري، ويتحدث أعضاؤها عن معاناتهم مع الجالية الآشورية الرافضة لشذوذهم!

كل هذه الفجائع تجري وسط سبات تغط فيه المؤسسات الدينية والمنظمات الإسلامية، ولاشك بأن جميعنا يتحمل المسؤولية، ولا يمكن لهيئة واحدة في قطر واحد من الأقطار الإسلامية مواجهة مثل هذا الخطر المحدق بالأجيال المسلمة لوحدها. المهم في الأمر أن هذه الهيئة التي تحدثنا عنها في بدء التقرير قررت الاستجابة لطلب الزميل، وكانت خطتها في المواجهة نشر التقرير في مجلة تصدرها.. فما أعظم المواجهة!

 

   

الصفحة الرئيسية